Sunday, June 24, 2012

ابتزاز مرسي من خلال تأخير إعلان النتائج

د.محمد المحاسنه
مرة اخرى تلعب القوى السياسية المناهضة للاسلاميين في مصر اللعبة السياسية منسقة فيما بينها وتكسب بمواجهتهم نقطة ثمينة، مرسي هو الفائز في انتخابات الرئاسة المصرية ولا يختلف على ذلك اثنان لكنهم دفعوا احمد شفيق ليظهر بمظهر الذي سيصادر منهم هذا الفوز حتى كاد ان يصدق احمد شفيق نفسه ولم يكن ربما بعلم ان اللعبة تلعب لحساب غيره ومرت ايام الخميس والجمعة والسبت ضاغطة على اعصاب الاسلاميين المتخوفين من مصادرة الفوز منهم والدفع نحو ما لا تحمد عقباه وفي هذه الاثناء تبرع بعض اللاعبين في اللعبة ضد الاسلاميين ليقدموا انفسهم وسطاء ودعاة حل وهدفهم هو ابتزاز مرسي والحصول منه على وعود تستعمل لتقييده مستقبلا من ذلك انه تعهد بان يكون نوابه جميعا ولا ندرى كم هو عدد النواب الذين سيعينون معه من خارج حزب الحرية والعدالة ومن هنا سيتسلل ادعياء الثورة ممن يسمون بالليبراليين واليسار الى مواقع للتخريب من خلالها وهم اعداء لمرسي بكل معنى الكلمة ولا يختلفون عن الفلول في شيء من هذه الناحية .
ومن خلال الابتزاز نفسه وعد مرسي يان لا يكون رئيس الوزراء من حزبه وهو الامر الذي سيؤدي الى نفس النتيجة بالتأكيد حيث سيراهن رئس الوزراء مع النواب على اثبات فشل مرسي من خلال ما سيضعونه من عراقيل.
قد يقول قائل بان مرسي يلعب لعبة السياسة ايضا الى حين ان يتمكن ثم يستطيع فعل ما يشاء، لكننا نرد عليه بالقول بان مرسي لم يكن مضطرا الى تنازلات في الايام الماضية لان احمد شفيق والعسكر لن يسطيعوا مصادرة الفوز منه حتى لو ارادوا، كما وانه ليس شرطا ان يكون العسكر واحمد شفيق على نفس الخط فلو اراد العسكر جعل النتيجة لصالح احمد شفيق فانهم كانوا سيفعلون ذلك من خلال تزوير صناديق الاقتراع وليس بقلب النتيجة بعد ان تظهر.
انها لعبة السياسة القديمة الحديثة التي يعرفها كل من يعرف الف باء السياسة وهي لعبة الظهور بمظهر الساعي للحصول على هدف عزيز جدا ودفع الخصم للمقاومة حتى يحول دون الحصول على ذلك الهدف ومن خلال الهجوم والدفاع حول ذلك الهدف يتحقق هدف آخر من خلال مجريات الامور غالبا لا يتنبه له الخصم الذي وجه كل قوته للحيلولة دون الوصول الى الهدف العزيز الاول ثم يسلم السياسي لخصمه على حل وسط او تنازل عن ذلك الهدف العزيز موهما الخصم بأنه حقق نصرا في حين يكون السياسي الأول توصل الى الهدف الذي يريده ولم يكن يعلن عنه وانما كان يعلن عن هدف اكبر هو حقيقة لا يريده وهو الهدف العزيز كما قلنا .
والهدف العزيز المعلن الذي أوهم السياسيون مرسي بسعيهم اليه هو قلب نتيجة الانتخابات الى صالح شفيق حتى يدفع مرسي بكل قوته للحيلولة دون هذا الهدف، اما الهدف غير المعلن عنه والذي كان هو المقصود حقيقة دون ان يعلم مرسي على الغالب فهو الحصول على تنازلات منه سيتم تكبيله من خلالها وقد تم لهم ما أرادوا حيث سيكون رئيس الوزراء ونواب شفيق على الغالب ممن يعملون على طريقة التجديف المعاكس.